في طريق العودة الى البيت كان فكر ريما مشغولا بقرار نقلها المفاجئ و لم تكن تعلم كيف تخبر اهلها به. دخلت ريما المنزل و كانت والدتها ترتب طاولة العشاء مثل العادة في هذا الوقت وكان والدها جالسا على الاريكة يتصفح مجلة. دخلت ريما غرفتها دون ان تنطق بكلمة. استغربت الام و سالت زوجها بصوت خافت: هل رايت وجه ريما؟ تبدوا مهمومة جدا حتى انها لم تسلم علينا مثل عادتها. وضع الاب المجلة على الطاولة و التفت ليرى باب غرفة ريما المقفول وقال: خير انشاءلله. تقدمت الام نحو غرفة ريما و طرقت الباب وًهي تقول: العشاء جاهز يا بنتي. جلست العائلة الى الطاولة و كان الهدوء يعم حتى قال الاب: مابك يا بنيتي ؟ هل كل شيء على مايرام؟ كانت ريما تنظر الى صحنها الممتلئ .بالطعام و هي تفكر بشي آخر غير الأكل
مدت الام يدها نحو ريما لتطبطب على كتفها و تقول: هل انت بخير يا ريما؟ رفعت ريما رأسها نحوهما في حزن وقالت: لا اعلم. فقد اخبروني اليوم انه قد تم نقلي الى مدرسة اخرى. توقف الابوان عن الاكل و نظرا الى بعضهما البعض ثم قال الأب و هو يحاول رسم ابتسامة على وجهه الحزين: هذا خبر جميل. فقد كنتي تشتكين انك لا تملكين تجربة العيش بمفردك اليس كذلك؟ نظرت الام بدهشة اليه ثم استطردت و قالت بعجلة: اه هذا صحيح! الم تكوني تتمنين ان تستقلي يوما ما كما فعلت صديقتك غادة؟ رفعت ريما راسها و هي تقول: ارجوكم لا تحاولوا تغيير الموضوع و جعله اسعد حدث في حياتكم. انا اعلم انكم ستحزنون و لن تتحملوا العيش بمفردكم. ابتسم الاب و قال: نحن لا نستطيع العيش بدونك؟ من قال ذلك.
ضحكت ريما و هي تمسك يد والدها: انت تمزح كثيرا يا ابي و هذا ما سافتقده تنهدت الام و هي تقول: هو يخفي كل شيء بمزاحه لكننا سنشتاق اليك و في نفس الوقت سنكون سعداء لسعادتك. لكن ريما لم تكن واثقة ان هذه التجربة سوف اجلب لها السعادة. بعد العشاء اتجهت ريما لغرفتها حتى تحظر حقيبتها للسفر في الغد. دخلت الام الغرفة لتساعدها و فجاة سمع الاب صوت صراخ الام فركض مسرعا اليهما. قال الاب ماذا حدث هل لنتما بخير؟ كانت ريما مذهولة تمسك والدتها التي اغمي عليها وهي تقول لا اعلم يا ابي لقد دخلت امي غرفتي و كنت منشغلة و قبل ان التفت اليها صرخت ووقعت على الارض! !!!!!