فتحت الام عينيها و كانت ريما و والدها اول من ترى. صاحت ريما: امي! هل انتي بخير لا تتعبي نفسك بالكلام لقد استدعينا الطبيب وهو في الطريق. لكن الام كانت تحاول القيام من السرير وهي تهمس: لا داعي لطبيب لقد تخيلت شيء ما.اعتقد انني بحاجة لفنجان قهوة. ابتسم الاب وهو ياخذ بيدها: اعتقد انك بحاجة لقطعة حلوى مع الفنجان. لكن ريما قفزت وهي تقول: لكن كيف تمزحان و هي قد وقعت مغما عليها لاكثر من نصف ساعة. ثم جذبت والدها على جنب و همست له: ارجوك يا ابي اقنعها ان تقابل طبيب فهذا ليس طبيعيا. قالت الام: لا تهمسي له فانا لن اقبل الطبيب. ثم جلست واخذت ترشف فنجان القهوة و اضافت ضاحكة: قابليه انتي لعله يعجبك و .تتزوجي اخيرا
ارتمت ريما الى جانب امها على الاريكة وهي تقول: اه وجدتي منفذا جديدا لتكلميني عن الزواج. وضع الاب قطع الحلوى على الطاولة و هو يقول: لقد زوّجتي كل صديقاتك يا بنيتي وآخرهم صديقتك المقربة من اسبوع فاعذري امك لم يعد لديها مواضيع زفاف لتلومك من خلالها. ضحكت ريما و التفتت الى امها و عانقتها بحرارة. راحت الام تمسح على شعرها وهي تسال: هذا صحيح لم تحكي لنا عن حفلة زواج علياء صديقتك كيف كانت؟ اغمضت ريما عينيها وقالت: كانت حفلة جميلة مملوءة بالضيوف في حديقة بيتها لكنني لم ابقى طويلا فقد شعرت بتعب فجاة. قالت الام: اه صحيح فقد عدتي مبكره تلك الليلة. ارتاحي يابنتي لديك سفر طويل في الغد. قالت ريما وهي متجهة الى غرفتها: لن ارتاح قبل ان تزوري الطبيب يا امي. لا اعلم كيف ساسافر غدا وانا لم اطمئن عليك ! ضحكت الام وهي تقول: طمنينا عنك انتي الاول ثم نحن بخير لا تقلقي. نظرت ريما الى السماء في نظرة دعاء و هي تقول يا الله من موضوع الزواج يا امي تصبحون على خير.
كان الاب يبتسم من وراء الجريدة: وانتي و زوجك بخير يابنتي. وبعد ان تاكد من ان ريما قد اغلقت باب غرفتها. وضع الاب الجريدة على الطاولة و جلس بجانب زوجته ماسكا يديها و قال: اخبريني الذي حصل؟ بماذا تشعرين لم ارد ان اقلق ريما قبل سفرها لكنني فعلا قلقلت عليكي! تنهدت الام و نظرت اليه نظرة قلقة وقالت: لا اعلم يا عزيزي لقد دخلت لغرفة ريما و رايت شيأ غريبا لم اتحمله ففقدت وعيي! عقد الاب حاجبيه في ذهول: يا ساتر ماذا رايتي؟ لم يكن بالغرفة الا ريما تجهز حقيبتها! اجابت الام: فعلا كانت ريما واقفة تملى الحقيبة لكنني حين التفت الى المرآة رايت نفسي و لم ارى ريما! قال الاب بقلقل: ماذا تعنين؟ قالت الام بصوت مرتعش: رأيت أمرأة أخرى!!