حكايتي ليست بحكاية عادية! لا أريد منكم أن تتوقعوا أو أن تخمنوا. فقط إقرؤو كلماتي و إدعولي بالفرج إن كنت حية و بالرحمة إذا مت.
أنا فتاة من عائلة بسيطة جدا. والدي بائع خظار على الطريق و أمي ربة بيت. أنا البنت الكبرى و لي ثلاثة أخوات بنات أصغر مني و أخ هو آخر العنقود. جاء بعد محاولات عديدة لانجاب ولد. فكما تعلمون انجاب ذكر في مجتمعنا من الضروريات العائلية حتى و ان لم تملك قوت يومك.
لم اكمل تعليمي لانني تفرغت لمساعدة أمي في تربية أخواني. لم اكن اكترث للتعليم فهو ليس لمثلي. فعائلتي لا تحلم الا بالستر. و من هنا تبدأ الحكاية. فقد تجاوزت الثلاثين و لم يتقدم لخطبتي أحد!! وكانت أمي لا تنام من كثرة التفكير في هذا الموضوع. و في يوم سمعتها تقترح على ابي ان تزور الشيخ اللذي ساعدها على انجاب ذكر ليساعدنا في حل مشكلة زواج البنت. و لم يمانع ابي طبعا فقد كان قد صدق و آمن بان هذا الشيخ هو من وهبه الولد! و راحت امي تقنعني بالذهاب معها لشيخ حامد لكنني كنت خائفة فطمأنتني بانه بشوش و يساعد المحتاجين و ذو سيط في حينا منذ زمن. و اكثر من ذالك اخبرتني بتجربتها معه و كيف عالجها من انجاب البنات و بشرها بولد! و لاني لا أقل عن أمي جهلا قررت المحاولة.
كان منزل الشيخ في قمة جبل و كانت الطريق وعرة حتى اني طلبت من امي الرجوع لكنها رفضت بحجة اننا اقتربنا. وصلنا اخيرا كان البيت عبارة عن خرابة تفوح منها رائحة كريهة لم اشمها من قبل! دخلت امي و كنت ورائها وكان الشيخ جالسا وسط البيت بمفرده يتمتم بكلمات غير مفهومة.
طلب منا الجلوس على الارض ممثله فجلسنا وراح يتمتم مرة ثانية ثم نظر الي فجأة و قال: - نصيبك قادم لكنه لا يتحمل الرفض! فإذا جاءك خاطبا لا تفكري كثيرا فليس لك من بعده نصيب في غيره.
فرحت امي و قالت: وهل نحن هنا لنرفض العرسان يا سيدي الشيخ! هو واحد و لن نرفضه ابدا المهم عنا ان تتزوج البنت. فنظر الي ثانية وقال: اسمعي كلامه و لا تعصيه و كوني زوجة مطيعة تهني بعيشتك و ان عصيتي ليس لي ان اساعدك فيما تتلقين! كانت كلماته غريبة جدا! كانه فعلا يعرف هذا الرجل او انه يخطب لابنه مثلا! لكنني لم احمل كلامه على محمل الجد فانا فعلا لا انوي العودة الى هذا البيت ذو الرائحة النتنة!
عدنا الى بيتنا و كانت امي قد اشترت ما طلب منها الشيخ حامد و جهزت البخور لتبخر المنزل مثلما طلب منها الشيخ. واستمر البخور ثلاثة ايام و اليوم الرابع سمعنا دقات على الباب في وقت العصر ففتح ابي واذا به يرحب برجل غريب يزورنا لاول مرة. طلبت مني امي ان اسرع الى المطبخ و اجهز القهوى للضيف. دخلت المطبخ و بدات فعلا بتحضير القهوة لكنني كنت استرق النظر لأرى ملامح الرجل. و سمعت ابي يقول له: لقد شرفتنا بطلبك يد ابنتي و يؤسفنا سماع ان والديك متوفيان لكن البركة فيك يا بني و نحن نعرف الناس بوجوهها السمحة.كان اسمه كمال. اذن هذا هو العريس! هل يكون كلام الشيخ حامد قد صدق! يبدو انني ظلمت ذلك الشيخ باعتقادي انه يهذي! استرقت النظر مليا لوجه الضيف و انا اقدم له القهوة لكنه لم يبادلني النظر فربما كان محرجا في حظور والداي. لكنه سلم علي عند خروجه من البيت و قد اتفق مع ابي على كل مراسم الزواج. تم هذا بسرعة عجيبة! اعني ضيف غريب فخطيب فعريس في زيارة واحدة لكن أمي كانت سعيدة سعادة لاتوصف و كانت تدعو لشيخ بطول العمر.
وجاء يوم كتب الكتاب و كان بيتنا مليئا بالأقارب و الاصحاب و كنت أنا في غرفتي و اخواتي يجهزونني فهذه تضع حمرة في خدي و الأخرى على شفاهي و أخرى تسرح شعري و كان فستان أمي كبيرا بعض الشيء علي لكنه يفي بالغرض لهذا اليوم فنحن لا نملك تكاليف خياطة فستان جديد. ولا حتى العريس الوحيد الذي حضينا به يملك شيء سوى بيت في حي متواضع و كان ذلك مفخرة لأبي ان يكون صهره صاحب شقة.
وصل المأذون و اجتمع الشهود و هم بانتظار وصول العريس و ها قد وصل. عرفت ذلك بصوت زغاريد أمي التي ملأت البيت و ترحيب ابي به. وجائت أختي لتصطحبني اليهم لنتمم مراسم الزواج. لم أستطع إخفاء خوفي فيداي كانتا ترتجفان بشكل غريب لكن امي اخذت بيدي و قالت: لا تقلقي يا حبيبتي شكله ولد طيب و سوف يحسن معاملتك. و كانت لحضة الوداع من اصعب اللحظات لكنني رأيت الفرحة في عيون ابي و امي فقررت أن اسعدهم و ان اكتم دموعي واكتفيت بقول: سوف اراكم قريبا.
كانت لحضة غريبة ممزوجة بالفرح و الحزن بالفرج و الهم عندما تركت يد ابي و امسكت بيد زوجي!
وصلنا الشقة كانت في عمارة قديمة في حي شعبي لا يختلف عن حينا كثيرا. كان البيت نضيف لكنه مكتوم لا يدخله هواء. طلب مني كمال ان اضع اغراضي في رف كان قد جهزه لي فشكرته و رحت افرغ حقائبي. كانت الساعة تقارب التاسعة ليلا و كان الهدوء يملأ الأجواء. يبدو أن الناس في هذا الحي ينامون باكرا. دخل كمال الغرفة و في يده قنينة ماء و ضعها بجانب السرير ثم غير ملابسه و خلد لنوم و قال لي: عندما تنتهي من توضيب اغراضك أطفئي النور. كانت هذه آخر كلماته قبل ان يغط في نوم عميق.
لم أستغرب كثيرا فقد كان يوما متعبا حقا بل بالعكس ابتدأت أشعر بالطمأنينة نحوه.
في الليلة الثانية جلسنا للعشاء وبعدما انتهى من الاكل قال لي انه سوف يدخل ليستحم و اذا لم أمانع مساعدته في تنظيف ظهره و لم أمانع دخلت بعده ببرهة و فركت له ظهره بليفة الحمام ثم خرجت. لم يكن طلبه غريبا أو صعبا فقد إعتدت مساعدة إخوتي في الاستحمام.
في صباح اليوم الثالث نزلت لشراء بعض الحاجات و فكرت أن أمر على جارتي التي تسكن تحت شقتي لأتعرف عليها لكنني لم أجد أحدا في البيت. و في المساء عاد كمال للبيت محملا بأكياس كثيرة و طلب مني أن أحتفظ بنصفها لجارتنا. فسألته إن كان يعرف الجيران في هذه العمارة فأجابني أنه لا يعرف من يسكن تحت لكنه يعرف العجوز التي تسكن في الطابق العلوي و طلب مني زيارتها و مساعدتها كلما وجدت وقتا لذلك. فأحببت الفكرة فهي أحسن من الجلوس بمفردي طول النهار.
في اليوم الرابع انتهيت من ترتيب البيت و طهي فقررت الصعود لزيارة العجوز كما أوصاني زوجي. حملت لها بعض الأكل و صعدت السطح
. كانت غرفة صغيرة بابها مفتوح طرقت الباب فاجابتني بصوت متعب بالدخول و حين دخلت رأيت عجوزا شاحبة الوجه قاسية الملامح تجلس وسط غرفة مظلمة لا تدخلها الشمس طلبت مني التقدم و الجلوس و شكرتني على الأكل. أخبرتها أنني جارتها الجديدة و قد أوصاني بها زوجي. فسرت كثيرا و راحت تقص تخبرني عن كمال و أخلاقه الحميدة حتى انني ضننت انها تعرفه اكثر مني. فسالتها منذ متى تعرف زوجي و هل تعرف أهله قبل موتهم. فقالت: نعم اعرفهم فانا هنا من قبل ولادة كمال و انا من ربيته كوني زوجة صالحة و مطيعة و سترين منه كل خير. كان كلامها يشبه كثيرا كلام الشيخ حامد. ودعتها و اخبرتها انني سوف ازورها بانتظام لاحظر لها الاكل.
و عندما رجعت البيت وجدت كمال على غير عادته قد وصل باكرا للبيت. سالني اين كنت فاخبرته بزيارتي للعجوز فابتسم ابتسامة رضا. فاستغليت هذه الفرصة لاسأله أن أذهب لزيارة أهلي في الغد فلم يمانع. و فعلا ذهبت في صباح الغد لزيارة أهلي و فرحنا كثيرا للقاء و في حديثي مع أمي سألتني عن أحوالي مع زوجي و إن كنت أنتظر مولودا فأخبرتها أننا لم نتحدث في هذا الموضوع بعد و أن كمال يتفاداني و مازال يخجل مني. الا انه يطلب مني كل ليلة ان انظف ظهره خلال الاستحمام. فتفاجأت أمي كثيرا و طلبت مني أن نذهب لزيارة الشيخ ثانية لكنني رفضت. في ذلك اليوم كنت عائدة من منزل ابواي فرأيت سيدة تحمل حقائب من الشقة التي كانت تحت شقتنا. القيت عليها التحية لكنها كانت مشغولة بحمل الأغراض فلم تنتبه الي و عندما صعدت السلالم نادت علي من بعيد: الى اين تصعدين؟ فقلت لها انني جارتها الجديدة زوجة جارهم كمال. فاستغربت وقالت انها لا تعلم أن هناك سكان في الشقة. لكنني أخبرتها أن زوجي هادئ جدا و لا يلاحظ وجوده أحد و انني نزلت لاتعرف عليهم لكنني لم أجد أحدا. قالت: فعلا نحن انتقلنا الى بيت جديد و جئنا اليوم فقط لحمل بقية الأغراض. فسالتها اذا كانت تعلم من السكان الجدد بعدها فاجابتني بكل أسف لا أحد يريد أن يؤجر هذه الشقة و لا أن يشتريها فكل هذه العمارة أصبحت ملعونة من يوم الحادثة. فاستغربت كلامها و سالتها عن اي حادثة تتكلم. لكن زوجها كان قد طلب منها القدوم بسرعة و لم تستطع ان تكمل حديثها معي. لكنها قالت لي جملة أخيرة لم أفهمها قالت لا تبقي هنا طويلا. أعتقد أنها لم تسمعني حين أخبرتها أنني أسكن هنا بالفعل! لكن كلامها أشعرني بالقلق فصعدت للعجوز حتى أعرف أكثر معلومات عنما كانت ترويه الجارة. وكان باب غرفتها مفتوحا كالعادة لكنني اقتربت لاطرق الباب و راعني ما رأيت! لقد كان الشيخ حامد يجلس بجوارها و يتمتم بكلمات غريبة و من حسن حضي كانا مغمضين العينين فلم يروني. سارعت بالركض لشقتي و اقفلت الباب باحكام. لم افهم مالذي جعل الشيخ حامد يزور عجوزا مثل هذه! و مالذي يتمتمانه! أسئلة كثيرة تدور في رأسي لكنني لم أجرأ على طرحها أمام كمال ذلك اليوم! فهو لا يعلم انني التجأت لشيخ لزواج به. تلك كانت ليلة اخرى تشبه كل ليلة منذ زواجي مر اسبوع اليوم و كل ليلة يتعشى كمال و يستحم و ينام! و في ليلة جمعت شجاعتي لأسأله عن الحادثة التي اخبرتني عنها السيدة التي قابلتها. لكنه التزم الصمت و قال لي ان لا اصدق كل ما يقال لي. لكنني لم اطمئن لكلامه فقلت له: لماذا تتجاهلني؟ الا أعجبك؟ هل تزوجتني غصبا او انك تحب امراة غيري؟ تفاجأ لكلامي وقال بهدوء معتاد: لقد مللتي بسرعة! الم ينصحكي الشيخ بالطاعة؟ و حينها اصابتني الصاعقة!!!!!!!!